
بدأ رحلة الابتكار منذ الصغر وخلال دراسته الجامعية والدراسات العليا، دفعه لذلك حاجة الكويت لمياه الشرب بسبب شح الموارد.
بهذه العبارات بدأ د.بدر شفاقة العنزي حواره مع «آفاق»، مستعرضا تجربته الزاخرة أكاديميا وأبحاثا واختراعات وصلت إلى 25، مبينا أنه سجل أولها في عام 2011 ومنح في عام 2013 من أمريكا واسمه «كبسولة الهواء»
وأضاف د.العنزي:» واجهت تحديات على مستويات مختلفة تجاوزت العديد منها بالإصرار والمثابرة والاستمرار بالمحاولة حتى أصل».
وبسؤاله كيف يوفق بين عمله الأكاديمي كبروفيسور وبين الأبحاث والاختراعات أوضح «بإدارة الوقت وتنظيمه وربط هذه المهام ببعضها»، مضيفا «حصلت على 66 بحثا علميا منشورة عالميا في أوراق علمية محكمة».
وأشار إلى أن «الجامعات توفر البيئة المناسبة الداعمة للمبتكرين من دعم واستشارة وتشجيع وتحفيز»، مؤكدا أن دولة الكويت من الدول التي لها قصب السبق في تطوير وتحديث المنظومة المائية
وراى د.العنزي، أكبر تحد تواجهه الكويت هو تصنيفها من الدول الأكثر فقرا في مصادر المياه الطبيعة على مستوى العالم، معربا عن أمله بأن يكون الدعم أكبر وأن يكون للمخترع هوية خاصة تليق بما قدم للدولة وتذليل الصعوبات والعراقيل .
كما كشف عن تفاصيل أخرى في اللقاء التالي:
متى بدأت رحلتك مع العلم والاختراع؟ وهل كانت المياه والهندسة خيارك الأول؟
بدأت رحلة الابتكار منذ الصغر، وخلال دراستي الجامعية والدراسات العليا، كانت أطروحة الدكتورة مبتكرة لم تكن هناك مؤسسات حاضنة وداعمة للمبدعين والمبتكرين إلى أن أسس مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع والذي أتاح لنا الفرصة لتسجيل العديد من الاختراعات في هذا المركز لوحده.
والهندسة كانت خياري الأول في تخصص تحلية ومعالجة المياه.
ما الذي ألهمك لدخول هذا المجال تحديداً؟
حاجة دولتنا الحبيبة لمياه الشرب بسبب شح الموارد وكذلك قول الله تعالى (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيْ).
أول اختراع
حدثنا عن أول اختراع قدمته، وماذا مثل لك في تلك المرحلة؟
كانت هناك ابتكارات في رسالة الماجستير والدكتوراة ، ولكن لم تسجل لعدم وجود الدعم آنذاك، وأول اختراع سجل كان في عام 2011 ومنح في عام 2013 من أمريكا وأسمه «كبسولة الهواء» بدعم من مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع.
كيف تمكنت من الوصول إلى 25 براءة اختراع؟ وما أكثرها قرباً إلى قلبك؟
هذا فضل من الله سبحانه ثم دعم الكويت من خلال مؤسساتها كجامعة الكويت ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي ومركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع مـن العمل الجاد والبحث المستمر والتعمق في تفاصيل الفكرة وأن تكون صاحب اختصاص. كلهم قريبون من قلبي ولعل أول اختراع له مكانة خاصة.
تأثير
بصفتك أول مخترع كويتي في هذا التخصص، كيف ترى تأثيرك على الشباب الكويتي؟
أول كويتي يحصل على هذا العدد من الاختراعات والمشاريع والجوائز رغم أدائنا لمهامنا الوظيفية كالتدريس والبحث والمناصب القيادية والحياة الاجتماعية والحمد لله كان التأثير إيجابيا على الشباب الكويتي واستقبلت في مكتبي العديد من الشباب الكويتي الطموح والمهتم.
هل واجهت صعوبات أو عراقيل في مسيرتك العلمية والبحثية؟ وكيف تجاوزتها؟
أسميها «تحديات»، من الطبيعي أن أواجه تحديات على مستويات مختلفة تجاوزت العديد منها بالإصرار والمثابرة والاستمرار بالمحاولة حتى أصل، ويتطلب أحيانا أن أبحث عن النجاح خارج بيئتي.
التوفيق ببين العمل والابحاث
كيف توفق بين عملك الأكاديمي كبروفيسور وبين أبحاثك واختراعاتك؟
بإدارة الوقت وتنظيمه وربط هذه المهام ببعضها، فمثلا البحث الناجح عادة ينتج عنه أوراق علمية عالمية حصلت على 66 بحثا علميا منشورة عالميا في أوراق علمية محكمة وأحيانا ينتج عن البحث الناجح اختراعات. وكذلك ممكن استخدام نتائج البحث ومخرجاته لإثراء المادة العلمية في عملي الأكاديمي كالتدريس. وإتاحة الفرص للطلبة لاستكمال دراساتهم العليا للحصول على درجة الماجستير والدكتوراه.
ما هو برأيك الدور الذي يجب أن تلعبه الجامعات في دعم البحث والابتكار؟
توفير البيئة المناسبة الداعمة للمبتكرين من دعم واستشارة وتشجيع وتحفيز.
كيف ترى مستقبل الأمن المائي في الكويت والمنطقة ، وما الحلول التي تقترحها؟
دولة الكويت من الدول التي لها قصب السبق في تطوير وتحديث المنظومة المائية؛ لتواكب التحديات والتغييرات العالمية؛ لتحقيق الاستدامة المائية والبيئية. ودولة الكويت كغيرها من الدول تواجه تحديات، ولعل أكبر تحدي تواجهه هو تصنيفها من الدول الأكثر فقرا في مصادر المياه الطبيعة على مستوى العالم؛ مما دفع دولة الكويت من خلال مؤسساتها ذات الصلة إلى العمل جاهدة لسد العجز بين العرض والطلب بالاعتماد بشكل رئيسي على إنتاج المياه العذبة عن طريق تقنيات تحلية المياه المكلفة والملوثة للبيئة، بالإضافة إلى إنتاج المياه الجوفية العذبة وقليلة الملوحة، وكذلك تدوير المياه العادمة (الصرفي الصحي) لغير الاستهلاك الآدمي أهم الحلول هو أن يقوم المستهلك بدوره بالاقتصاد في الاستهلاك حتى يقل الحمل على المولدات والمقطرات لتستمر دون انقطاع .
ما رأيك في مستوى دعم الدولة للمخترعين الكويتيين؟
في الاتجاه الصحيح ونأمل أن يكون الدعم أكبر وأن يكون للمخترع هوية خاصة تليق بما قدم للدولة وتذليل الصعوبات والعراقيل في طريق المخترعين.
نصيحة
ما النصيحة التي توجهها للشباب الكويتي الطموح في مجالات البحث العلمي؟
أن يستمروا في البحث العلمي وأن يحسنوا استغلال وقتهم لسد حاجة الكويت من هذا الجانب كونهم الثروة الحقيقية لكل دولة ناجحة.
ما هو أكبر تحد تواجهه اليوم كمخترع وكأستاذ جامعي؟
ثقافة المجتمع للمخترعين والتعامل معهم بمعنى هل المجتمع جاهز لفهم ومن ثم التعامل بالطريقة الصحيحة مع هذه الكوكبة المتميزة من المخترعين. كذلك الخطوة ما بعد الاختراع لتوفير دعم لإنتاج وتطبيق هذه الاختراعات وخصوصا المجدي منها.
أوفق بين عملي كأستاذ جامعي وكمخترع بإدارة الوقت واستغلاله بالطريقة التي أراها مناسبه وموفقه، وأعمل حتى في العطلات حتى أحقق مثل هذه الإنجازات.
أخيراً، ما الكلمة التي تحب أن تختم بها هذا اللقاء؟
شكرا على هذا اللقاء وأرجو أني وفقت على إجابة اسئلتكم، والشكر موصول لكل الداعمين لأبحاثي واختراعاتي كمؤسسة الكويت للتقدم العلمي جامعة الكويت، ومحطة الزور الأولي الشمالية ومركز صباح الحمد للموهبة والإبداع.
وأسال الله أن يحفظ دولتنا وقيادتنا ويوفقنا لخدمة دولتنا ورفع اسمها عالميا.