الازدحام المروري أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فمهما حاولنا الخروج مبكرًا أو تغيير طرقنا، نجد أنفسنا عالقين في الشوارع المزدحمة السيارات تتراكم، والإشارات تتأخر، وكل شخص يشعر بالتوتر والضغط، وكأن الطريق أصبح سباقا بدلاً من أن يكون وسيلة للوصول.
الكثيرون تأخروا عن أعمالهم، وآخرون ضاعت عليهم مواعيدهم، وكل يوم نأمل أن يكون غدًا أفضل، لكن الحقيقة أن الوضع لا يتغير.
«آفاق» استطلعت راي اشخاص عدة منهم رجال في الداخلية ومواطنون والقينا عليهم سؤالا واحدا (ما رأيك في الازدحام المروري؟)
بداية قال النقيب خالد زيد: «الازدحام المروري أصبح من أبرز المشكلات التي تواجه المدن الكبرى في الوقت الراهن، ولا يقتصر أثره على التأخير في الوصول إلى الوجهات، بل يتعداه ليؤثر سلباً على الجوانب النفسية والاقتصادية والأمنية للمواطنين».
وأضاف «من وجهة نظري أرى أن هذه الظاهرة تعكس خللاً في التخطيط الحضري وضعفاً في إدارة حركة المرور، كما أن غياب البدائل المناسبة كوسائل النقل العام الفعالة يفاقم من هذه الأزمة. ومن المهم أن تتكاتف الجهود بين الجهات المعنية لتبني حلول استراتيجية مثل تطوير البنية التحتية، وتشجيع استخدام النقل الجماعي، وتفعيل أنظمة المرور الذكية، للحد من هذا الازدحام وتحقيق بيئة أكثر أماناً وتنظيماً».
غياب الوعي
من جهته، قال الملازم فهد البني: أرى أن الازدحام المروري لا يعود فقط إلى ازدياد أعداد المركبات، بل إلى غياب الوعي المروري لدى بعض السائقين، وسوء الالتزام بالقوانين، ما يؤدي إلى تفاقم المشكلة بشكل يومي. من وجهة نظري كضابط أمن، فإن هذه الأزمة تؤثر بشكل مباشر على سرعة الاستجابة للحالات الطارئة وتعيق حركة الدوريات الأمنية والإسعافية. لذلك أؤمن بأهمية تكثيف حملات التوعية المرورية، وتطبيق الأنظمة بصرامة، إلى جانب توسيع الطرق وتحسين التخطيط الحضري لضمان انسيابية الحركة وتحقيق السلامة العامة.
غياب التخطيط المستقبلي
بدوره قال قال الملازم أول فيصل منيف: برأيي، الازدحام المروري بات يشكل تحدياً يومياً يمس حياة المواطن ويؤثر على جودة الخدمات والأداء الوظيفي، خصوصاً في أوقات الذروة. هذه المشكلة ليست وليدة اليوم، لكنها نتيجة تراكمات في غياب التخطيط المستقبلي وتوزيع المرافق الحيوية بشكل غير متوازن داخل المدن.
وأضاف «أرى أن الحل لا يكمن فقط في زيادة الطرق أو التوسعة، بل في تغيير ثقافة المجتمع نحو استخدام وسائل النقل العام وتفعيل أنظمة النقل الذكية، بالإضافة إلى تعزيز الرقابة المرورية لتقليل التجاوزات التي تسهم في زيادة الازدحام».
عبء
من جهته، قال خليفة الدسم: أنا كمواطن، أجد أن الازدحام المروري أصبح عبئاً يومياً يؤثر على حياتنا بشكل مباشر، من التأخر عن العمل إلى هدر الوقت والوقود وزيادة التوتر. المشكلة ليست فقط في كثرة السيارات، بل في سوء التنظيم، وعدم توفر وسائل نقل بديلة تريح الناس من الاعتماد الكامل على المركبات الخاصة. أعتقد أن الدولة قادرة على تخفيف هذه الأزمة من خلال تطوير النقل العام بشكل جذري، ووضع خطط طويلة الأمد لتحسين البنية التحتية وتوزيع الخدمات بشكل أفضل يخفف الضغط عن المناطق المركزية.
بدوره قال عبدالله العنزي: «الازدحام المروري أصبح من أبرز التحديات اليومية التي نواجهها نحن المواطنين، خاصة في المدن الكبرى. هذا الأمر لا يؤثر فقط على وقتنا وإنتاجيتنا، بل يتسبب أيضًا في زيادة استهلاك الوقود والتلوث البيئي».
ورأى أن الحل يبدأ من تعزيز النقل العام، وتوسيع البنية التحتية، وتنظيم أوقات الدوام لتقليل الضغط في ساعات الذروة. كذلك، يمكن الاعتماد على التكنولوجيا مثل أنظمة المرور الذكية لتوزيع الحركة بكفاءة. نأمل أن تجد الجهات المختصة حلولاً فعالة تُخفف من هذا العبء عن كاهل المواطن».
وسائل نقل حديثة
أما خالد سطان العنزي فقال: الازدحام المروري ما عاد مجرد مشكلة وقت، بل صار يؤثر بشكل مباشر على جودة الحياة. مضيف «صرنا نقضي ساعات طويلة في الشوارع بدل أن نستغلها في أمور مفيدة».
وأوضح، من وجهة نظري، السبب الرئيسي هو التخطيط العمراني غير المتوازن، وعدم توفر بدائل كافية مثل المترو أو النقل الجماعي الفعال. إذا ركزنا على تطوير وسائل نقل حديثة، وطبقنا أنظمة ذكية لإدارة المرور، بالإضافة إلى توعية الناس بأهمية استخدام وسائل النقل البديلة، نخفف كثيرا من هذه الأزمة الحل موجود بس يحتاج إرادة وتعاون من الجميع.
تطبيقات ذكية.
من جهته، قال محمد زايد الهيزعي: الازدحام المروري ما عاد مجرد عائق وقتي، بل أصبح يسبب ضغوطا نفسية واقتصادية على الناس أعتقد أن التوسع العمراني السريع دون تطوير مواز في شبكة الطرق هو أحد الأسباب الرئيسية. أيضًا، الاعتماد المفرط على السيارة الخاصة زاد من الضغط على الشوارع. الحل برأيي هو تعزيز ثقافة استخدام النقل العام، وتطوير تطبيقات ذكية تُساعد السائقين في تجنب المناطق المزدحمة، بالإضافة إلى تشجيع العمل عن بعد لبعض الجهات خلال أوقات الذروة.
من ناحيته، قال ناصر عواد المهيد: الازدحام المروري يعكس فجوة بين النمو السكاني السريع وتطور البنية التحتية. صرنا نشوف الشوارع ممتلئة في كل الأوقات، مو بس في ساعات الذروة.
وراى أنه لا يكفي توسعة الطرق فقط، بل يجب أن يكون هناك توجه حقيقي لتطوير وسائل النقل العام مثل القطارات والحافلات المكيفة والمنتظمة. كذلك، أؤمن بأهمية توزيع الخدمات داخل الأحياء لتقليل الحاجة للتنقل المسافات طويلة. لو صار التخطيط بشكل شامل، سنحد من هذه الأزمة بشكل مستدام.