
د.ناصر المنيع: يمارسه أشخاص يعانون من مشكلات نفسية أو بيئية تؤثر على سلوكهم
ـ قد يكون وسيلة للتنفيس عن صراعات داخلية ويزداد عندما يشعر الشخص بغياب الرقابة أو العقاب
د.غازي الرشيدي: الحسابات الوهمية تستخدم أحيانا كوسيلة للهروب من الرقابة الاجتماعية أو القانونية
ـ هذا السلوك يمكن أن يتسبب بأضرار نفسية كبيرة للضحايا ويخلق بيئة غير آمنة نفسيا على الإنترنت
د.بشير الرشيدي: من يقف خلف الحسابات الوهمية عادة ما يكون لديه تدن في تقدير الذات
ـ هذا النوع من السلوك يعد إسقاطا عدوانيا يعكس اضطرابا داخليا غير معالج
انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير أدى إلى نشوء سلوكيات جديدة، بعضها يمكن أن يكون سلبيا وضارا، مثل التنمر الإلكتروني، وهذا النوع من التنمر يعد خطيرا لأنه يحدث في الخفاء وغالبا ما يكون الشخص الذي يقوم به مجهول الهوية، مستفيدا من حسابات مزيفة.
ويعتبر التنمر الإلكتروني من أكثر القضايا النفسية والاجتماعية خطورة في العصر الرقمي، وخصوصا عندما يتم عبر حسابات مزيفة، مما يمنح المهاجمين فرصة لتجنب العقاب.
من جهتهم، يشير الخبراء إلى أن هناك أسبابا نفسية واجتماعية تؤدي إلى هذه الظاهرة، مثل انخفاض الثقة بالنفس، والرغبة في السيطرة، أو الرغبة في الهروب من الواقع .
مشكلات نفسية
من جهته، يرى د.ناصر المنيع أستاذ علم النفس أن بعض الأشخاص الذين يمارسون التنمر الإلكتروني يعانون من مشكلات نفسية أو بيئية تؤثر على سلوكهم مشيرا إلى أن التنمر قد يكون وسيلة للتنفيس عن صراعات داخلية ويزداد عندما يشعر الشخص بغياب الرقابة أو العقاب خاصة في بيئة التواصل الإلكتروني التي تتيح التخفي.
أضرار نفسية
من جانبه، قال د.غازي الرشيدي أستاذ التربية إن الحسابات الوهمية تستخدم أحيانا كوسيلة للهروب من الرقابة الاجتماعية أو القانونية مما يدفع بعض الأفراد لاستخدامها لممارسة التنمر أو نشر الشائعات ويعتقد أن هذا السلوك يمكن أن يتسبب بأضرار نفسية كبيرة للضحايا كما أنه يخلق بيئة غير آمنة نفسيا على الإنترنت.
إسقاط عدواني
بدوره، يرى د.بشير الرشيدي( أخصائي علم نفس) أن من يقف خلف الحسابات الوهمية عادة ما يكون لديه تدن في تقدير الذات ويشعر أنه يملك سلطة خلف الشاشة ما يدفعه لممارسة الإيذاء أو العدوانية تجاه الآخرين وأن هذا النوع من السلوك يعد إسقاطا عدوانيا يعكس اضطرابا داخليا غير معالج.
أخيرا، من المستحسن العمل على تشديد القوانين المرتبطة بالإنترنت وزيادة حملات التوعية إضافة إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمستهدفين، كما يفضل تعزيز اعتماد الهوية الرقمية الموثقة على المنصات الإلكترونية.
تعريف التنمر الإلكتروني
التنمر الإلكتروني هو سلوك عدواني متعمد ومتكرر يتم عبر وسائل رقمية بهدف إيذاء شخص آخر نفسيا أو اجتماعيا من خلال استخدام وسائل مثل الرسائل النصية أو الصور أو المنشورات المسيئة.
يمتاز هذا النوع من التنمر بعدة خصائص: أولا، التخفي، حيث أن المتنمر غالبا غير معروف الهوية، ثانيا، الاستمرارية، حيث يمكن أن يحدث في أي وقت ومن أي مكان، ثالثا، هناك غياب الرقابة الفورية على هذا السلوك مما يعطي المتنمر شجاعة أكبر.
ترتبط هذه التصرفات بمشكلات نفسية يعاني منها المتنمر، مثل قلة الثقة بالنفس، ورغبة في السيطرة، وإسقاط العدوان المكبوت على الآخرين، كما تظهر أن التنمر الإلكتروني يمكن أن يتسبب في تأثيرات نفسية وعاطفية وجسدية، مثل الشعور بالقلق، وفقدان الاهتمام، والأرق، والصداع.
تحقيقات صحفيه حول تنمر الإلكتروني
أشارت دراسة نشرت في مجلة البحوث الفقهية والقانونية إلى أن 88% من المشاركين أكدوا أن الحسابات الوهمية تعد من أبرز العوامل التي تسهم في انتشار التنمر الإلكتروني على منصة تويتر في الكويت، وكما أظهرت النتائج أن أكثر أنماط التنمر الإلكتروني انتشارا هو التنمر المباشر، وفي تحقيق آخر، أفادت صحيفة الراي بأن إدارة الجرائم الإلكترونية في الكويت سجلت 750 قضية خلال ثلاثة أشهر فقط، شملت التنمر الإلكتروني والابتزاز والتشهير مما يعكس تزايد هذه الظاهرة في المجتمع الكويتي، وتم إجراء استبيان من قبل مؤسسة لوياك لبحث قضايا الشباب في الكويت وركز التقرير على التنمر الإلكتروني باعتباره أحد أبرز التحديات التي يواجها الجيل الشاب أظهرت النتائج التقرير أن 36% من الشباب المشاركين تعرضوا للتنمر الإلكتروني من خلال تعليقات مسيئة أو تحقير علني على وسائل التواصل الاجتماعي وتقرير لوياك يشير إلى أن التنمر على الإنترنت أصبح جزءا من الحياة اليومية للعديد من المراهقين، مما أثر بشكل كبير على حالتهم النفسية، بعض الأطفال أيضا عبروا عن شعورهم بأن الإنترنت مكان غير امن بسبب هذه الظاهرة.